top of page

كيف نفقه أحكام الشريعة؟

عامة الدارسين للعلوم الشرعية في سياق الدراسة النظامية يدرسون (الفقه) على صفة ‏فروع فقهية، ويغلب أن يكون ذلك بدراسة بعض المراجع المقدَّمة في مذهب من المذاهب ‏الفقهية المتبوعة. كما يدرسون كذلك علم (أصول الفقه) والذي يعرِّف بأدلة الفقه وقواعده، ‏لكن لا تجري في العادة المزاوجة بين العِلْمَين، ولا يتم التدريب على تفعيل أصول الفقه في ‏الفقه، بل تبقى تلك الأصول بمثابة طقوس معرفية معطَّلة غير قابلة للاستعمال، مع أنه (علم ‏آلة)، كآلة الزراعة والصناعة.‏
ومَن سوى هؤلاء الدارسين خلق كثير من المتعرضين للكلام في أحكام الدين وشرائعه، ‏قد يحسِن بعضُهم قراءةَ القرآن وقد لا يحسِنها، وقد يطَّلع على بعض السنن النبوية أو لا ‏يعرفها إلى حدِّ أن لا يكون لها دور في فهمه، أما القياس وقواعد المصالح ودلالات اللغة ‏الأصولية، فتلك خاضعة لمعقوله لا يضبطها ضابط ولا يربطها رابط.‏
فالصنف الأول قصَّر مع قدرته على التمام، والصنف الثاني تجاوز وأسرف، وليس ‏منهما محمود في فعله، والسعيد المحظوظ من استعمل آلة الحرث فحرَثَ، فخرَّج الفروع على ‏الأصول، الأمر الذي لا ريب أنه يحتاج إلى دُربَة ورياضة.‏
فتأتي هذه الدروة القصيرة الزمن ترمي إلى شحذ الهمة وتقوية العزيمة لاستثمار المعرفة ‏الأصولية في تدبر القرآن ومعرفته وفهم السنة وتنزيلها منازلها واستعمال طرق الاجتهاد، ‏فالأمة بحاجة إلى مفتين يدركون مآخذ الأحكام الشرعية ويجيبون عن النوازل بعلم ومعرفة، ‏وذلك لا يتم دون القدرة على ذلك على وَفق منهج وأصول، وهي محتاجة إلى مثقفين واعين ‏يفهمون موارد ومقاصد ودلالات الشريعة وإن لم يكونوا من المتخصصين.‏
فإن كنتَ دارسًا للعلوم الشرعية فلا غنى لك عن ذلك، وإن كانت مثقفًا من عامة ‏المثقفين فستطَّلع من خلال هذه الدورة على ما لم تكن تعلم، فيزيد عندك شرف العلم وأهله، ‏وتجد معينًا لك على تدبر القرآن وفهم توجيهات الأحكام الشرعية، بل ربما وجدتَ نفسك ‏عند مشاركتك في هذه الدورة مدفوعًا لمزيد المعرفة والفهم والتخصص.‏.

يتضمن الإشتراك

مدة الدورة

١٥ ساعة تقريبا

bottom of page